الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال القاسمي: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: جاء بالحق وهو ما أوحي إليّ منه تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} إمّا من تمام المقول المأمور به، والفاء لترتب ما بعدها على ما قبلها، بطريق التهديد. أي: عقيب تحقق أن ما أوحي إليّ حق لا ريب فيه، وأن ذلك الحق من جهة ربكم. فمن شاء أن يؤمن به، فليؤمن كسائر المؤمنين. ولا يتعلل بما لا يكاد يصلح للتعلل. ومن شاء أن يكفر به فليفعل. وفيه من التهديد وإظهار الاستغناء عن متابعتهم، وعدم المبالاة بهم وبإيمانهم، وجودًا وعدمًا- ما لا يخفى. وإمّا تهديد من جهة الله تعالى، والفاء لترتيب ما بعدها من التهديد على الأمر. والمعنى: قل لهم ذلك. وبعد ذلك من شاء أن يؤمن به أو أن يصدقك فيه فليؤمن. ومن شاء أن يكفر به أو يكذبك فيه فليفعل. أفاده أبو السعود. وفي العناية: الأمر والتخيير ليس على حقيقته. فهو مجاز عن عدم المبالاة والاعتناء به. والأمر بالكفر غير مراد. فهو استعارة للخذلان والتخلية، بتشبيه حال من هو كذلك بحال المأمور بالمخالفة. ووجه الشبه عدم المبالاة والاعتناء به فيهما. وهذا كقوله:وهذا رد عليهم في دعائهم إلى طرد الفقراء المؤمنين ليجالسوه ويتبعوه. فقيل لهم: إيمانكم إنما يعود نفعه عليكم، فلا نبالي به حتى نطردهم لذلك، بعد ما تبين الحق وظهر. وقوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا} وعيد شديد، وتأكيد للتهديد وتعليل لما يفيده من الزجر عن الكفر. أو لما يفهم من ظاهر التخيير، من عدم المبالاة بكفرهم وقلة الاهتمام بزجرهم عنه. فإن إعداد جزائه من دواعي الإملاء والإمهال. وعلى الوجه الأول، هو تعليل للأمر بما ذكر من التخيير التهديديّ. أي: قل لهم ذلك: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ} أي: هيّأنا للكافرين بالحق، بعد ما جاء من الله سبحانه. والتعبير عنه بالظالمين للتنبيه على أن مشيئة الكفر واختياره، تجاوز عن الحد ووضع للشيء في غير موضعه. أفاده أبو السعود. وقوله تعالى: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} أي: فسطاطها. وهي الخيمة. شبه به ما يحيط بهم من النار. فإن انتشار لهب النار في الجهات شبيه بالسرادق. ويطلق السرادق على الحظيرة حول الفسطاط للمنع من الوصول إليه. شبه ما يحيط بهم من جهنم، بها. يقال بيت مسردَق، ذو سرادق: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا} أي: من الظمأ لاحتراق أفئدتهم: {يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} أي: كالحديد المذاب وكعكر الزيت، وقال القاشانيّ: من جنس الغَسَّاق والغِسْلين، أي: المياه المتعفنة التي تسيل من أبدان أهل النار، مسودّة يغاثون بها. أو غسالاتهم القذرة ويؤيده قوله تعالى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} [إبراهيم: 16- 17]، {يَشْوِي الْوُجُوهَ} أي: إذا قدم إليه ليشرب، من فرط حرارته.{وَسَاءَتْ} أي: النار: {مُرْتَفَقًا} أي: متكأً. وأصل الارتفاق نصب المرفق تحت الخد. وذكره لمشاكلة قوله: {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} وإلا فلا ارتفاق لأهل النار ولا اتكاء. وقد يكون تهكمًا، كقوله: والصاب: شجر مرّ يحرق ماؤه العين. ومذبوح: مشقوق. وفي كتاب تنزيل الآيات في الصحاح: بات فلان مرتفقًا، أي: متكئًا على مرفق يده. وهو هيئة المتحزنين المتحسّرين. فعلى هذا لا يكون من المشاكلة ولا للتهكم، بل هو على حقيقته. كما يكون للتنعّم يكون للتحزن. وتعقبه في العناية فقال: وأما وضع اليد تحت الخدّ للتحزن والتحسر، فالظاهر أن العذاب يشغلهم عنه. فلا يتأتى منهم حتى يكون هذا حقيقة لا مشاكلة، فلذا لم يعرّجوا عليه. اهـ. .قال ابن عاشور: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}.بعد أن أمر الله نبيئه صلى الله عليه وسلم بما فيه نقض ما يفتلونه من مقترحاتهم وتعريضٌ بتأييسهم من ذلك أمره أن يصارحهم بأنه لا يعدل عن الحق الذي جاءه من الله، وأنه مبلغه بدون هوادة، وأنه لا يرغب في إيمانهم ببعضه دون بعض، ولا يتنازل إلى مشاطرتهم في رغباتهم بشطر الحق الذي جاء به، وأن إيمانهم وكفرهم موكول إلى أنفسهم، لا يحسبون أنهم بوعد الإيمان يستنزلون النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض ما أوحى إليه.و{الحق} خبر مبتدأ محذوف معلوم من المقام، أي هذا الحق.والتعبير ب {ربكم} للتذكير بوجوب توحيده.والأمر في قوله: {فليؤمن} وقوله: {فليكفر} للتسوية المكنى بها عن الوعد والوعيد.وقدم الإيمان على الكفر لأن إيمانهم مرغوب فيه.وفاعل المشيئة في الموضعين ضمير عائد إلى {من} الموصولة في الموضعين.وفعل {يؤمن}، و{يكفر} مستعملان للمستقبل، أي من شاء أن يوقع أحد الأمرين ولو بوجه الاستمرار على أحدهما المتلبس به الآن فإن العزم على الاستمرار عليه تجديد لإيقاعه.وجملة {إنا أعتدنا للظالمين نارًا} مستأنفة استئنافًا بيانيًا لأن ما دل عليه الكلام من إيكال الإيمان والكفر إلى أنفسهم وما يفيده من الوعيد كلاهما يثير في النفوس أن يقول قائل: فماذا يلاقي من شاء فاستمر على الكفر، فيجاب بأن الكفر وخيم العاقبة عليهم.والمراد بالظالمين: المشركون قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].وتنوين {نارًا} للتهويل والتعظيم.والسرادق بضم السين قيل: هو الفسطاط، أي الخيمة.وقيل: السرادق: الحُجزة بضم الحاء وسكون الزاي، أي الحاجز الذي يكون محيطًا بالخَيمة يمنع الوصول إليها، فقد يكون من جنس الفسطاط أديمًا أو ثوبًا وقد يكون غير ذلك كالخندق.وهو كلمة معربة من الفارسية.أصلها سراطاق قالوا: ليس في كلام العرب اسم مفرد ثالثه ألف وبعده حرفان.والسرادق: هنا تخييل لاستعارة مكنية بتشبيه النار بالدار، وأثبت لها سُرادق مبالغة في إحاطة دار العذاب بهم، وشأن السرادق يكون في بيوت أهل الترف، فإثباته لدار العذاب استعارة تهكمية.والاستغاثة: طلب الغوث وهو الإنقاذ من شدة وبتخفيف الألم.وشمل {يستغيثوا} الاستغاثة من حر النار يطلبون شيئًا يُبرد عليهم، بأن يصبوا على وجوههم ماء مثلًا، كما في آية الأعراف {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء} [الأعراف: 50].والاستغاثة من شدة العطش الناشىء عن الحر فيسألون الشراب.وقد أومأ إلى شمول الأمرين ذكر وصفين لهذا الماء بقوله: {يشوي الوجوه بئس الشراب}.والإغاثة: مستعارة للزيادة مما استغيث مِن أجله على سبيل التهكم، وهو من تأكيد الشيء بما يشبه ضده.والمُهل بضم الميم له معانٍ كثيرة أشبهها هنا أنه دُردي الزيت فإنه يزيدها التهابًا قال تعالى: {يوم تكون السماء كالمهل} [المعارج: 8].والتشبيه في سواد اللوْن وشدة الحرارة فلا يزيدهم إلا حرارة، ولذلك عقب بقوله: {يشوي الوجوه} وهو استئناف ابتدائي.والوجه أشد الأعضاء تألمًا من حر النار قال تعالى: {تلفح وجوههم النار} [المؤمنون: 104].وجملة {بئس الشراب} مستأنفة ابتدائية أيضًا لتشنيع ذلك المَاء مشروبًا كما شُنع مغتسَلًا. وفي عكسه الماءُ الممدوح في قوله تعالى: {هذا مغتسل بارد وشراب} [ص: 42]. والمخصوص بذم {بئس} محذوف دل عليه ما قبله. والتقدير: بئس الشراب ذلك الماء.وجملة {وساءت مرتفقًا} معطوفة على جملة {يشوي الوجوه}، فهي مستأنفة أيضًا لإنشاء ذم تلك النار بما فيها.والمرتفق: محل الارتفاق، وهو اسم مكان مشتق من اسم جامد إذ اشتق من المِرْفَققِ وهو مجمع العضد والذراع.سمي مرفقًا لأن الإنسان يحصل به الرفق إذا أصابه إعياء فيتكىء عليه.فلما سمي به العضو تنوسي اشتقاقه وصار كالجامد، ثم اشتق منه المُرتفق.فالمرتفق هو المُتكأ، وتقدم في سورة يوسف.وشأن المرتفَق أن يكون مكان استراحة، فإطلاق ذلك على النار تهكم، كما أطلق على ما يزاد به عذابهم لفظ الإغاثة، وكما أطلق لى مكانهم السرادق.وفعل سَاء يستعمل استعمالَ {بئس} فيَعمَل عمل {بئس}، فقوله: {مرتفقًا} تمييز.والمخصوص بالذم محذوف كما تقدم في قوله: {بئس الشراب}. اهـ..قال الشنقيطي: قوله تعالى: {وَقُلِ الحق مِن رَّبِّكُمْ}.أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآيةالكريمة- أن يقول للناس: الحق من ربكم. وفي إعرابه وجهان: أحدهم- أن {الحق} مبتدأ، والجار والمجرور خبره، أي الحق الذي جئتكم به في هذا القرآن العظيم، المتضمن لدين الإسلام كائن مبدؤه من ربكم جل وعلا. فليس من وحي الشيطان، ولا من افتراء الكهنة، ولا من أساطير الأولين، ولا غير ذلك. بل هو من خالقكم جل وعلا، الذي تلزمكم طاعته وتوحيده، ولا يأتي من لدنه إلا الحق الشامل للصدق في الأخبار، والعدل في الأحكام، فلا حق إلا منه جل وعلا.الوجه الثاني أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هذا الذي جئتكم به الحق.وهذا الذي ذكره تعالى في هذه الآية الكريمة- ذكره أيضًا في مواضع أخر. كقوله في سورة: البقرة: {الحق مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} [البقرة: 147]، وقوله في آل عمران: {الحق مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن الممترين} [آل عمران: 60] إلى غير ذلك من الآيات.قوله تعالى: {فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.ظاهر هذه الآية الكريمة بحسب الوضع اللغوي- التخيير بين الكفر والإيمان- ولكن المراد من الآية الكريمة ليس هو التخيير، وإنما المراد بهالتهديد والتخويق. والتهديد بمثل هذه الصيغة التي ظاهرها التخيير أسلوب من أساليب اللغة العربية. والدليل من القرآن العظيم على أن المراد في الآية التهديد والتخويف- أنه أتبع ذلك بقوله: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كالمهل يَشْوِي الوجوه بِئْسَ الشراب وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف29] هذا أصرح دليل على أن المراد التهديد والتخويف. إذ لو كان التخيير على بابه لما توعد فاعل أحد الطرفين المخير بينهما بهذا العذاب الأليم. وهذا واضح كما ترى.وقوله في هذه الآية الكريمة {أعتدنا} أصله من الاعتاد، والتاء فيه أصلية وليست مبدلة من دال على الأصح. ومنه العتاد بمعنى العدة للشيء. ومعنى {أعتدنا}: أرصدنا وأعددنا. والمراد بالظالمين هنا: الكفار. بدليل قوله قبله {وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} وقد قدمنا كثرة إطلاق الظلم على الكفر في القرآن. كقوله: {إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وقوله: {والكافرون هُمُ الظالمون} [البقرة: 254]، وقوله تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظالمين} [يونس: 106] ونحو ذلك من الآيات. وقد قدمنا أن الظلم في لغة العرب: وضع الشيء في غير محله، ومن أعظم ذلك وضع العبادة في مخلوق. وقد جاء في القرآن إطلاق الظلم على النقص في قوله: {وَلَمْ تَظْلِمِ مِّنْهُ شَيْئًا} [الكهف: 33] وأصل معنى مادة الظلم لوضعه ضلاب لبنه في غير موضعه، ولأجل ذلك قيل الذي يضرب البن قبل أن يروب: ظالم لوضعه ضرب لبنه في غير موضعه، لأن ضربه قبل أن يروب يضيع زبده.ومن هذا المعنى قول الشاعر:فقوله: ظلمت لكم سقائي أي ضربته لكم قبل أن يروب. ومنه قول الآخر في سقاؤ له ظلمه بنحو ذلك: وفي لغز الحريري في مقاماته في الذي يضرب لبنه قبل أن يروب قال: أيجوز أن يكون الحاكم ظالمًا؟ قال: نعم، إذا كان عالمًا. ومن ذلك أيضًا قولهم للأرض التي حفر فيها وليست محل حفر في السابق: أرض مظلومة، ومنه قول نابغة ذبيان: وما زعمه بعضهم من أن المظلومة في البيت هي التي ظلمها المطر بتخلفه عنها وقت إبانة المعتاد- غير صواب. والصواب هو ما ذ كرنا إن شاء الله تعالى. ولأجل ما ذكرنا قالوا للترب المخرج من القبر عند حفره ظليم مظلوم، لأنه حفر في غير محل الحفر المعتاد، ومنه قول الشاعر يصف رجلًا مات ودفن: وقوله: {أَحَاطَ بِهِمْ} أي أحدق بهم من كل جانب. وقوله: {سُرَادِقُهَا} أصل السرادق واحد السرادقات التي تمد فوق صحن الدار. وكل بيت من كرسف فهو سرادق. والكرسف: القطن، ومنه قول رؤبة أو الكذاب الحرمازي: وبيت مسردق: أي مجعول له سرادق، ومنه قول سلامة بن جندل يذكر أبريويز وقتله للنعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة: هذا هو أصل معنى السرادق في اللغة. ويطلق أيضًا في اللغة على الحجرة التي حول الفسطاط.وأما المراد بالسرادق في الآية الكريمة ففيه للعلماء أقوال مرجعها إلى شيء واحد، وهو إحداق النار بهم من كل جانب، فمن العلماء من يقول: {سرادقها}: أي سورها، قاله ابن الأعرابي وغيره. ومنهم من يقول: {سرادقها}: سور من نار، وهو مروي عن ابن عباس. ومنهم من يقول: {سرادقها}: عتق يخرج من النار فيحيط بالكفار كالحظيرة، قاله الكلبي: ومنهم من يقلو: هو دخان يحيط بهم. وهو المذكور في المرسلات في قوله تعالى: {انطلقوا إلى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللهب} [المرسلات: 30-31]، والواقعة في قوله: {وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ} [الواقعة: 43-44].ومنهم من يقول: هو البحر المحيط بالدنيا. وروى يعلى بن أمية عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«البحر هم جهنم»- ثم تلا- نارًا أحاط بهم سرادقها- ثم قال: «والله لا أدخلها أبدًا ما دمت حيًا ولا تصيبني منها قطرة» ذكره الماوردي. ورةى ابن المبارك من حديث أبي سعيد الخدري عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «لسرداق النار أربعة حدر كثف، كل جدار مسيرة أربعين سنة» وأخرجه أبو عيسى الترمذي وقال فيه: حديث حسن صحيح غريب. انتهى من القطربي. وهذا الحديث رواه أيضًا الإمام أحمد وابن جرير وأبو يعى وابن أبي حاتم وابن حبان، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه وابن أبي الدنيا. قاله صاحب الدر المنثور وتبعه الشوكاني. وحديث يعلى بن أمية رواه أيضًا ابن جرير في تفسيره. قال الشوكاني: ورواه أحمد والبخاري وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي. وعلى كل حال، فمعنى الآية الكريمة: أن النار محيطة بهم من كل جانب، كما قال تعالى: {لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: 41]، وقال: {لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16]، وقال: {لَوْ يَعْلَمُ الذين كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النار وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [الأنبياء: 39] إلى غير ذلك من الآيات.
|